سمعتم ربما عن العلاج الكهربائي أو التحفيز الكهربائي للعضلات من قبل، أو نصحكم أحدهم بتجربته كأحد أنواع العلاج الطبيعي في أبوظبي. لكن هل تعرفون ما هي فوائد العلاج الكهربائي في العلاج الطبيعي؟ وهل تدركون المخاطر المحتملة المرتبطة به؟ إذا كنتم تبحثون عن علاج لأنفسكم أو تريدون جمع معلومات لشخص آخر، نحن هنا لمساعدتكم في فهم فوائد ومخاطر العلاج الكهربائي في العلاج الطبيعي. حيث نقدم لكم الحقائق، ونشرح الخلفية العلمية للعلاج الكهربائي وكيف يعمل، ونأمل أن نساعدكم في اتخاذ قرار مدروس حوله. لكن قبل ذلك، دعونا نتعمق أكثر في هذا الموضوع.
ما هو العلاج الكهربائي؟
يعتمد العلاج الكهربائي على استخدام طاقة التيار الكهربائي كوسيلة طبية لتحفيز العضلات. يبدو الأمر بسيطاً، أليس كذلك؟ لكن في الواقع، هناك الكثير مما يمكن استكشافه حول فوائد العلاج الكهربائي، وآلية عمله، وكيف يمكن أن يساعدكم في بعض المشكلات الصحية. يشمل العلاج الكهربائي استخدام تقنيات متنوعة، لكنه يهدف بشكل أساسي إلى تطبيق تيار كهربائي على أنسجة الجسم، ما يؤدي إلى مجموعة من التأثيرات العلاجية، مثل تخفيف الألم وتقوية العضلات. في حين يقدم الطب الحديث العديد من أشكال العلاج الكهربائي، وتختلف طرق استخدامها بين أخصائي علاج طبيعي وآخر.
ما هي آلية عمل العلاج الكهربائي؟
يشعر الكثيرون بالقلق عند سماع مصطلح العلاج الكهربائي، متخيلين أنه يعني التعرض لصدمة كهربائية مزعجة ربما. مع ذلك، تُصمم أجهزة العلاج الكهربائي بعناية لتطبيق التيار الكهربائي بمستوى آمن وقابل للقياس.
لنتحدث الآن عن كيفية عمل العلاج الكهربائي. ولفهم ذلك، عليكم معرفة أن التيار الكهربائي عبارة عن تدفق لجسيمات مشحونة تُعرف بالإلكترونات، والتي تتحرك عبر مادة موصلة مثل الأسلاك الكهربائية. يتطلب ذلك وجود مصدر طاقة، مثل البطارية، لإنتاج هذا التيار الكهربائي، حيث ينتقل من نقطة إلى أخرى عبر السلك الموصل. وبتطبيق هذا المفهوم على أجهزة العلاج الكهربائي، تحتاج هذه الأجهزة إلى مصدر طاقة ليتمكن التيار الكهربائي من الانتقال عبر الأسلاك إلى الأقطاب الكهربائية. لكن ما هي الأقطاب الكهربائية؟ إنها أدوات مصممة لتوصيل التيار إلى أنسجة الجسم التي لا تُعتبر موصلة للتيار. حيث يقوم أخصائيو العلاج الطبيعي بلصق هذه الأقطاب على جلدكم، مما يسمح للتيار بالتدفق من قطب إلى آخر بحرية عبر الأنسجة.
ما الغرض من استخدام العلاج الكهربائي؟
يتلخص السبب الرئيسي لاستخدام العلاج الطبيعي الكهربائي في أن تطبيق تيار كهربائي منخفض على أنسجة الجسم يعزز قدرتها الطبيعية على التحفيز، والتوجيه، والسيطرة على عمليات الاستشفاء. فهو طريقة آمنة لتنشيط خلايا الجسم وتحفيزها كي تعمل بمستوى أعلى من النشاط. وبهذا الأسلوب، يعتمد الجسم على موارده الطبيعية لتحقيق النتائج، حيث يقتصر دور الإلكترونات على تحفيز هذا التغيير فقط. كما يساعد العلاج الكهربائي في تخفيف الألم، وتحفيز حركة العضلات، وتحسين شفاء الأنسجة. وما يميز هذا العلاج أنه غير جراحي، ويأتي مع آثار جانبية قليلة جداً أو شبه معدومة. لهذا السبب، يستخدمه العديد من أخصائيي العلاج الطبيعي لحل مختلف المشكلات العضلية الهيكلية.
يوجد أنواع عديدة من العلاج الكهربائي، مثل التحفيز الكهربائي للأعصاب عبر الجلد (TENS)، والتحفيز الكهربائي للعضلات (EMS)، والتيار التداخلي. يتمتع كل نوع بخصائص فريدة ومزايا تجعله مختلفاً عن الأنواع الأخرى. وغالباً ما يتم اعتبار العلاجات مثل الليزر والأشعة فوق الصوتية كجزء من العلاج الكهربائي، ولكن الفرق هو أنها تعتمد على تطبيق الموجات الضوئية أو الصوتية على أنسجة الجسم بدلاً من تطبيق التيار الكهربائي.
في الأقسام التالية من هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل الأنواع المختلفة للعلاج الكهربائي المستخدم في العلاج الطبيعي. وتجدر الإشارة إلى إمكانية حصولكم على هذه الأنواع كجزء من جلسات العلاج الخاصة بكم في المركز الطبي أبوظبي عند الحاجة.
أنواع العلاج الكهربائي
ينقسم العلاج الكهربائي إلى ثلاثة أنواع رئيسية: التحفيز الكهربائي للأعصاب عبر الجلد (TENS)، والتحفيز الكهربائي للعضلات (EMS)، والتيار التداخلي. حيث يتميز كل نوع بتأثيرات فريدة. لذا دعونا نتناول كل نوع على حدة:
التحفيز الكهربائي للأعصاب عبر الجلد (TENS)
يعمل جهاز التحفيز الكهربائي للأعصاب عبر الجلد على تنبيه الأعصاب الحسية باستخدام تيار كهربائي منخفض، مما يساهم في تنشيط آليات تخفيف الألم الطبيعية للجسم.
ويمكن استخدام نوعين من الترددات:
1. التردد العالي (90 إلى 130 هرتز)
يحرض جهاز التحفيز الكهربائي للأعصاب عبر الجلد ألياف الأعصاب “غير المؤلمة” لإرسال إشارات إلى الدماغ عند ضبطه على التردد العالي، مما يعيق الإشارات الأخرى المسؤولة عن الألم. يُعرف هذا النوع بـ”التحفيز التقليدي”، ويشعر المريض خلال تطبيقه بوخز خفيف يمكن تحمّله. كما يمكن استخدامه لساعات طويلة، ولكنه يوفر راحة مؤقتة من الألم.
2. التردد المنخفض (2 إلى 5 هرتز)
يعزز جهاز التحفيز الكهربائي للأعصاب عبر الجلد عند ضبطه على التردد المنخفض من إنتاج الإندورفين، وهو مادة طبيعية لتخفيف الألم. يُعرف هذا النوع بـ”التحفيز المشابه للوخز بالإبر”، وقد يكون أقل راحة من سابقه. يتم تطبيقه عادة لمدة تتراوح بين 20 إلى 30 دقيقة، وتدوم آثاره المسكنة لفترة أطول.
وضعية النبضات
يوجد طريقة ثالثة لتطبيق التحفيز الكهربائي للأعصاب عبر الجلد وهي وضعية النبضات، حيث تجمع بين الترددات العالية والمنخفضة. فعندما يتم تشغيل الجهاز، يُنتج نبضات بترددات مختلفة. في حين تُعد هذه الطريقة الأكثر فعالية لتخفيف الألم عند بعض الأفراد، رغم أنها قد تسبب إحساساً بالانقباض أو التقلص العضلي، مما قد يكون مزعجاً للبعض
تقنية التيار التداخلي (IFC)
يُعتبر التيار التداخلي نسخة متطورة من التحفيز الكهربائي للأعصاب عبر الجلد. حيث يستخدم تردداً عالياً (4000 هرتز) يخترق الجلد بعمق أكبر من الجهاز التقليدي للتحفيز الكهربائي للأعصاب عبر الجلد، مع تقليل الشعور بعدم الراحة بنفس شدة التحفيز. كما أشارت العديد من الدراسات إلى أن التيار التداخلي فعّال للغاية في تخفيف الألم.
التحفيز الكهربائي للعضلات (EMS)
تشبه أجهزة التحفيز الكهربائي للعضلات في الغالب أجهزة التحفيز الكهربائي للأعصاب عبر الجلد. في بعض الأحيان، يمكن للجهاز الواحد أن يوفر علاج التحفيز الكهربائي للعضلات وتحفيز الأعصاب معاً. ولكن من الضروري معرفة أن التحفيز الكهربائي للعضلات يختلف عن ذلك المخصص للأعصاب. تتساءلون عن ماهية هذا الاختلاف؟ حسناً، في هذا النوع يتم توجيه التيار الكهربائي إلى العضلات الضعيفة بدلاً من الأعصاب، مما يؤدي إلى انقباض العضلات واستعادة قوتها تدريجياً. كما يُستخدم لإعادة تأهيل العضلات التي تعرضت لضعف شديد أو لعلاج الإصابات البسيطة مثل إجهاد العضلات. يؤدي هذا العلاج أيضاً إلى انقباض العضلات في المنطقة التي يتم وضع الأقطاب الكهربائية عليها.
يُعطي هذا العلاج أفضل نتائجه عند دمجه مع النشاط البدني. وعلى الرغم من أن فوائد التحفيز الكهربائي المتعلقة بتقوية العضلات تأتي بشكل تدريجي، إلّا أنه عليكم الحذر من الادعاءات التسويقية المبالغ فيها، والتي تصّور هذا العلاج كحل سريع لزيادة قوة العضلات أو اللياقة البدنية.
يتم دمج العلاجات المختلفة التي تم شرحها أعلاه مع تقنيات علاج طبيعي أخرى لتحقيق أفضل النتائج وضمان فعالية العلاج الكهربائي في الحالات التالية:
- الإجهادات / الالتواءات
- الكسور والتجبير
- آلام الظهر / الرقبة
- التهاب المفاصل
- التهاب اللفافة الأخمصية
- التهاب الأوتار
- آلام العضلات المتأخرة (DOMS)
- المرضى الذين يعانون من السكتة الدماغية، أو الشلل الدماغي، أو التصلب المتعدد
- الألم العضلي الليفي
- آلام المخاض
- مرفق لاعب التنس (التهاب مفصل المرفق)
- آلام الورك
- متلازمة النفق الرسغي
يتمتع العلاج الكهربائي بفوائد كبيرة، ويمكن تطبيقه بطرق متنوعة، وهناك دائماً نوع واحد على الأقل من العلاج الكهربائي المُستخدم في العلاج الطبيعي يتناسب مع احتياجات جسمكم المختلفة.
لكن هل خطر في بالكم ماذا يحدث عند دمج أنواع العلاج الكهربائي المختلفة مع التمارين الرياضية؟ يمكن أن يساعد ذلك في تحفيز العضلات وتقويتها، وتقليل التورم والتهيج، وتخفيف الألم المزمن أو العصبي، بالإضافة إلى تنشيط الدورة الدموية وتحسين نطاق الحركة.
يمكن الاعتماد على العلاج الكهربائي في حالات مثل:
- آلام المفاصل الحادة أو المزمنة
- الإصابات الرياضية
- التهاب المفاصل الروماتويدي
- شلل الوجه
- ما بعد الجراحة (للتنشيط، أو الألم، أو الصدمات)
- التهاب المفاصل التنكسي
- آلام الرقبة أو الظهر
- إعادة تأهيل العضلات (خاصة بعد الصدمات أو السكتة الدماغية)
فوائد العلاج الكهربائي عند استخدامه في العلاج الطبيعي
سنستعرض فوائد العلاج الكهربائي معكم، لكن من الضروري أن نعيد التذكير بماهية العلاج الكهربائي قبل ذلك. حيث تستخدم أجهزة العلاج الكهربائي تياراً كهربائياً خفيفاً يُوجه إلى المنطقة المصابة عبر أقطاب كهربائية تُثبت على الجلد باستخدام لاصقات خاصة متصلة بجهاز العلاج الكهربائي بواسطة أسلاك رفيعة. وبمجرد تشغيل الجهاز، يتم إرسال نبضات ترددية إلى الجسم بهدف تعطيل عمل مستقبلات الألم عبر الأعصاب. يُحدث هذا التحفيز الكهربائي تأثيراً كبيراً على الدماغ عبر الجهاز العصبي، حيث يُحفز إفراز الإندورفين، ويعزز تدفق الدم، ويحسن المزاج، ويقلل التورم بشكل ملحوظ، بالإضافة إلى تسريع عملية الشفاء.
مزايا وعيوب العلاج الكهربائي
كل شيء في هذا الكون له إيجابيات وسلبيات، والعلاج الكهربائي ليس استثناءً. على الرغم من أن له العديد من الفوائد، من المهم جداً أن نعي عيوبه أيضاً. لذلك، سنناقش هنا مزاياه وعيوبه لمساعدتكم في تحديد ما إذا كان هذا العلاج مناسباً لكم أم لا. وفي النهاية، القرار بين أيديكم…
عيوب العلاج الكهربائي | مزايا العلاج الكهربائي |
---|---|
1. قد يسبب تهيج في الجلد أو حروقاً في بعض الحالات | 1. طريقة غير جراحية وغير سامة لعلاج الحالات المزمنة |
2. يمكن أن يؤدي إلى آلام العضلات، أو التورم، أو الكدمات | 2. يخفف من آلام الأعصاب عن طريق حجب إشارات الألم |
3. قد يسبب إرهاقاً أو دواراً | 3. يقلل من الحاجة إلى مسكنات الألم أو المواد المخدرة |
4. لا يمكن استخدامه على الأنسجة المصابة أو في حالة الإصابة بالسرطان | 4. يحفز عملية الشفاء |
5. غير مناسب للحوامل أو الأطفال | 5. يساهم في الوقاية من الحاجة إلى التدخل الجراحي |
6. يزيد من قوة العضلات |
كان هدفنا من إعداد هذا الدليل هو مساعدتكم في اتخاذ القرار. حيث ننصحكم دائماً بالتحدث مع أخصائي علاج طبيعي معتمد لمناقشة خيارات العلاج المتاحة لكم. وبالطبع، عندما يتعلق الأمر بالعلاج الطبيعي في أبوظبي، ندرك أهمية أن تكونوا على دراية كاملة بجميع المعلومات المتوفرة لاتخاذ قرار مريح ومناسب لكم.