يُعد الانسداد الرئوي المزمن (COPD) من الأمراض التي تجعل من عملية التنفس الطبيعي أمراً صعباً. لكن يأتي دور العلاج الطبيعي فيما يخص الانسداد الرئوي المزمن ليخفف عن هؤلاء المرضى معاناتهم ويساعدهم في تحسين قدرتهم على التنفس، وتقليل الأعراض، وضمان نمط حياة صحي لهم. أما في مقالنا هذا، نوضح لكم آلية عمل العلاج الطبيعي في حالات الانسداد الرئوي المزمن، والسبل السليمة للتعامل معه.
تعريف العلاج الطبيعي للصدر والمخصص للانسداد الرئوي المزمن
يُستخدم العلاج الطبيعي للصدر والمخصص للانسداد الرئوي المزمن تقنيات فيزيائية لإزالة المخاط، وتحسين وظائف الرئة، وتقوية عضلات الجهاز التنفسي. حيث تشمل هذه التقنيات التحكم في التنفس، وتعزيز صحة الرئة من خلال التربيت والاهتزازات التي تُسهم في تخفيف المخاط. كما يساعدكم المعالج الفيزيائي في أداء أوضاع محددة لتعزيز تصريف المخاط من الرئتين خلال الجلسة.
وتجدر الإشارة إلى أن الأنشطة التي تأتي بعد الجلسة تساعد في تعزيز القدرة على التحمل، وقوة العضلات، واللياقة البدنية، مما يُمكِّن المرضى من العودة إلى حياتهم الطبيعية. والآن، بعد أن تعرفتم على ماهية العلاج الطبيعي للصدر والمخصص للانسداد الرئوي المزمن، دعونا نستعرض فعاليته قبل التعمق في تقنياته وأطره وتفاصيله الأخرى.
3 دراسات حالة ناجحة عن دور العلاج الطبيعي فيما يخص الانسداد الرئوي المزمن
أثبتت الدراسات أن العلاج الطبيعي للصدر يقدم فوائد كبيرة لمرضى الانسداد الرئوي المزمن. فإن العلاج الطبيعي للصدر والمخصص للانسداد الرئوي المزمن يساعد في تحسين القدرة البدنية وكفاءة الجهاز التنفسي، كما يساهم أيضاً في تحسين جودة الحياة. ومع ذلك، عليكم الانتباه إلى أن العلاج الطبيعي لمرض ما، ينطوي تحت ما يُعرف بالعلاج الطبي التكميلي، الذي يُستخدم إلى جانب العلاجات الأخرى.
تعزيز قدرة المرضى على المشي
شهد المرضى الذين خضعوا لجلسات العلاج الطبيعي للصدر والمخصص لمرضى الانسداد الرئوي المزمن زيادة في المسافة التي يمكنهم قطعها أثناء اختبار المشي لمدة ست دقائق بمقدار 38 متراً. حيث ساهمت هذه الجلسات في تحسين قدرة التحمل القلبي العضلي وأداء العضلات، التي كانت بمثابة تحدٍ في السابق بالنسبة لهم بسبب الإرهاق وضعف القدرة البدنية أثناء المشي.
تَحسّن ملحوظ بالنسبة لضيق التنفس
أظهرت جلسات العلاج الطبيعي للصدر والمخصص لمرضى الانسداد الرئوي المزمن انخفاضاً ملحوظاً في مستويات ضيق التنفس لديهم، حيث انخفضت درجاتهم على مقياس Borg بمقدار 0.9 نقطة. وبما أن مرضى الانسداد الرئوي المزمن يعانون عادةً من ضيق التنفس الحاد، فإن هذا الانخفاض الطفيف أحدث فارقاً كبيراً في تخفيف الانزعاج اليومي.
استعادة الثقة والنشاط في الحياة اليومية
حقق المرضى الذين خضعوا لجلسات العلاج الطبيعي للصدر والمخصص لمرضى الانسداد الرئوي المزمن تحسناً بمقدار 0.2 نقطة على مقياس ضيق التنفس MRC المعدل (mMRC). فقد أسهم هذا الانخفاض في تقليل الإجهاد المرتبط بنمط حياتهم، مما مكّنهم من الحفاظ على استقلاليتهم وأداء المهام البدنية اليومية بسهولة أكبر، مثل صعود السلالم، وارتداء الملابس، والقيام بالأعمال المنزلية.
مراحل العلاج الطبيعي للصدر والمخصص للانسداد الرئوي المزمن
كما هو الحال في معظم الأمراض المزمنة، تتفاوت مستويات شدة مرض الانسداد الرئوي المزمن بين أربع مراحل رئيسية:
- المرحلة الأولى – الانسداد الرئوي المزمن الخفيف: في هذه المرحلة، تبلغ وظيفة الرئة على الأقل 80% من القيمة المتوقعة لـ FEV1 (حجم الزفير القسري في ثانية واحدة). حيث تظهر أعراض مثل ضيق التنفس، والسعال المستمر، وزيادة إنتاج المخاط.
- المرحلة الثانية – الانسداد الرئوي المزمن المتوسط: تتراوح وظيفة الرئة في هذه المرحلة بين 50% و79% من القيمة المتوقعة لـ FEV1. وخلالها يواجه المرضى ضيقاً في التنفس أثناء الأنشطة اليومية، مع زيادة ملحوظة في السعال وإنتاج المخاط.
- المرحلة الثالثة – الانسداد الرئوي المزمن الشديد: تنخفض وظيفة الرئة في هذه المرحلة إلى ما بين 30% و49% من القيمة المتوقعة لـ FEV1. حيث تصبح صعوبات التنفس أكثر حدة، مما يؤدي إلى الإرهاق، والتشويش، وضعف القدرة على أداء المهام الأساسية.
- المرحلة الرابعة – الانسداد الرئوي المزمن الشديد جداً: في هذه المرحلة النهائية، تنخفض وظيفة الرئة إلى أقل من 30% من القيمة المتوقعة لـ FEV1. لتصبح صعوبات التنفس مهددة للحياة، وتصبح الأنشطة البسيطة سبباً لضيق شديد في التنفس.
فوائد العلاج الطبيعي للصدر والمخصص للانسداد الرئوي المزمن
قبل المضي قدماً، يجب أن تنتبهوا إلى أن العلاج الطبيعي لمرض الانسداد الرئوي المزمن ليس مناسباً للجميع. حيث يُعتبر هذا العلاج ملائماً فقط للمرضى الذين يعانون من الانسداد الرئوي المزمن المتوسط إلى الشديد، أو الأفراد الذين ما زالوا في فترة التعافي من التهابات الرئة أو العمليات الجراحية، أو حتى المرضى الذين يعانون من التليف الرئوي أو توسع القصبات، أو ربما أولئك الذين يواجهون تراكم المخاط المتكرر وضيق التنفس. ولهذا السبب، يقوم الأطباء المؤهلون والعاملون في المركز الطبي في أبوظبي كالمركز الكندي الطبي، بإجراء تقييم شامل لتحديد ما إذا كان العلاج الطبيعي للصدر والمخصص لمرضى الانسداد الرئوي المزمن مناسباً لكل حالة بعينها.
في حال تمت الموافقة للمرضى على العلاج الطبيعي للصدر والمخصص للانسداد الرئوي المزمن، إليكم الفوائد التي يمكن أن يقدمها لهم:
- تنظيف الشعب الهوائية من خلال تقنيات التربيت والاهتزاز التي تساعد في تخفيف المخاط.
- توسيع الرئة باستخدام التمارين والوضعيات المختلفة لتحسين سعة الرئة.
- تقوية عضلات الجهاز التنفسي عبر تمارين مخصصة لتدريب الحجاب الحاجز والعضلات الموجودة بين الأضلاع.
- تقليل ضيق التنفس باستخدام تقنية التنفس عبر الشفاه المضمومة، مما يقلل من الشعور بضيق التنفس.
- تعزيز النشاط البدني عبر برامج العلاج الطبيعي التي تزيد من القدرة على التحمل، مثل المشي وركوب الدراجات.
- تحسين نمط الحياة اليومية: من خلال تحسين وظائف الرئة، مما يمنح المرضى استقلالية وثقة في ممارسة أنشطتهم اليومية.
أكثر التقنيات الشائعة عند الحديث عن دور العلاج الطبيعي فيما يخص الانسداد الرئوي المزمن
فيما يلي نستعرض التقنيات المستخدمة لتحسين وظائف الرئة، وتقليل الأعراض، وتعزيز جودة الحياة لمرضى الانسداد الرئوي المزمن من خلال اتباع العلاج الطبيعي للصدر.
التنفس الحجابي، والتنفس عبر الشفاه المضمومة، والتنفس الذي يستهدف مناطق معينة من الرئتين
يتم التنفس الحجابي عبر تفعيل دور الحجاب الحاجز في العملية التنفسية، مما يساعد المرضى على زيادة سعة الرئة وتحسين تبادل الأكسجين. حيث يتنفس المرضى بعمق بالاعتماد على عضلات البطن للحصول على أكبر كمية من الهواء في الرئتين السفليتين. طريقة أخرى نجدها ضمن القائمة هي التنفس عبر الشفاه المضمومة، والتي تعتمد على الشهيق من خلال الأنف والزفير ببطء عبر الشفاه المضمومة. تُحسن هذه الطريقة من كمية الهواء الداخلة عبر إبطاء التنفس ومنع انسداد مجرى الهواء.
أما بالنسبة للتنفس الذي يستهدف مناطق معينة من الرئتين، ربما تتساءلون عن هذه المناطق. باختصار، هي تلك التي لا تتمدد بسبب التصلب أو تراكم المخاط. حيث يقوم المعالج بتطبيق ضغط لطيف ويقدم إرشادات واضحة لتوجيه تدفق الهواء إلى تلك المناطق، مما يساعد على استعادة صحة الرئة وتحسين نسبة الأكسجين.
التربيت، والاهتزاز، والنزح الوضعي
يُعتبر التربيت على الصدر تقنية يدوية تتضمن النقر على جدار الصدر لتخفيف المخاط السميك في الرئتين، مما يسهل إخراجه عن طريق السعال. أما الاهتزاز، فيتم باستخدام أجهزة ميكانيكية أو بحركات يدوية للمساعدة في تحريك المخاط وتقليل انسداد المجرى الهوائي الذي يُسبب صعوبة في التنفس.
بالنسبة للنزح الوضعي، فيعتمد على الجاذبية لتحريك المخاط من مناطق معينة في الرئتين عبر وضع المرضى بزوايا مختلفة، مما يسهل تدفق المخاط نحو الممرات الهوائية الأكبر ليخرج بسهولة عبر السعال أو الشفط.
برامج إعادة تأهيل الرئة
تقدم المستشفيات برامج إعادة تأهيل الرئة كجزء من العلاج الطبيعي للصدر. حيث تشمل هذه البرامج جلسات جماعية تحت إشراف متخصص، وورش عمل تعليمية، وتمارين منزلية تهدف إلى استعادة القدرة على التنفس عبر ثلاث مراحل. بالحديث عن المرحلة الأولى فإنها تستمر لمدة 4 إلى 6 أسابيع وتشمل ورش عمل عن النشاط البدني وتقنيات التنفس. ثم تأتي المرحلة الرئيسية، وتستمر لمدة لا تقل عن 4 أشهر، حيث يتعلم المرضى تمارين مكثفة لتعزيز القوة والقدرة على التحمل بهدف مواجهة ضيق التنفس وتراكم المخاط. وصولاً إلى المرحلة النهائية، التي تبلغ مدتها من 3 إلى 4 أسابيع وتتضمن ركوب الدراجات، والأنشطة الخارجية، والعلاج المناخي بغية تأهيل المريض للعودة إلى الحياة اليومية بثقة ونشاط.
الخلاصة
بإيجاز، يُساعد العلاج الطبيعي لمرض الانسداد الرئوي المزمن على تحسين وظائف الرئة، وتقليل الأعراض، وتعزيز جودة الحياة من خلال تمارين التنفس، والتقنيات اليدوية، وورش عمل التأهيل الرئوي. لذا، وإن كنتم بحاجة إلى إدارة علاج طبيعي لمرض الانسداد الرئوي المزمن، تواصلوا مع المتخصصين في العلاج الطبيعي في أبوظبي والمتواجدين ضمن المركز الكندي الطبي لإجراء تقييم لحالتكم وتضمين العلاج الطبيعي ضمن خطة العلاج الخاصة بكم.
الأسئلة الشائعة
هل يساعد العلاج الطبيعي للصدر في علاج مرض الانسداد الرئوي المزمن؟
نعم، يُعد دور العلاج الطبيعي فيما يخص الانسداد الرئوي المزمن دوراً مهم للغاية، فهو أحد العلاجات التنفسية التي تعمل على إزالة المخاط من رئتي المرضى لتحسين عملية التنفس.
ما هي تمارين العلاج الطبيعي لمرض الانسداد الرئوي المزمن؟
تشمل هذه التمارين:
- التنفس الحجابي
- تمارين التنفس
- التنفس عبر الشفاه المضمومة
- تمارين القوة
- التمارين الهوائية
- التنفس العميق
- تمارين الإطالة
- ركوب الدراجة
- تدريبات التحمّل
- تمارين التنفس مع الأوكسجين
- إعادة التأهيل الرئوي
كيف يساعد العلاج الطبيعي مرضى الانسداد الرئوي المزمن؟
يستخدم أخصائيو العلاج الطبيعي تقنيات احترافية لمساعدة المرضى في تحسين كفاءة التنفس، وزيادة قدرة التحمل، وتقليل التعب.
ماذا يفعل أخصائيو العلاج الطبيعي لمرضى الانسداد الرئوي المزمن؟
يقدمون تقنيات مثبتة طبياً لإدارة الأعراض، وتحسين التنفس، وتعزيز جودة الحياة بناءً على احتياجات المريض وحالته الصحية.
ما الذي يجب أن يتعلمه المرضى المصابين بمرض الانسداد الرئوي المزمن؟
يعاني المرضى من ضيق في التنفس، مما يجعل من الصعب عليهم تناول طعام متوازن. لذا يتم توفير برنامج غذائي لهم للحفاظ على مستوى لياقتهم البدنية، قبل وبعد العلاج الطبيعي للصدر.
ما هي المراحل الأربع لمرض الانسداد الرئوي المزمن؟
يتم تصنيف مراحل العلاج الطبيعي للصدر والمخصص للانسداد الرئوي المزمن إلى أربع مراحل: خفيفة، ومتوسطة، وشديدة، وشديدة جداً. وكما يشير اسم كل مرحلة، فإن الأولى تكون بسيطة بينما الأخيرة تُعتبر مهددة للحياة. لذا من الضروري أن يدرك أخصائي العلاج الطبيعي هذه المراحل بهدف تقديم العلاج المناسب لإدارة الأعراض وإبطاء تقدم المرض.