هل أنتم قلقون لأن طفلكم يعاني من كسور الانثناء؟ وهل تريدون معرفة المزيد عنها ولكنكم لا تعرفون من أين تبدؤون؟ لا تقلقوا، فأنتم في المكان الصحيح. في هذه المدونة، سنأخذكم في رحلة تفصيلية لفهم كل ما يتعلق بكسور الانثناء، بدءاً من أسبابها ووصولاً إلى طرق علاجها والتعافي منها، وذلك بالاستعانة بخبرة أفضل أطباء العظام في أبوظبي. هيّا لنبدأ مباشرة دون إضاعة المزيد من الوقت!

تُعرف كسور الانثناء أيضاً باسم كسور الانضغاط، وهي إصابة شائعة بين الأطفال، لكن ما هي بالضبط؟ تحدث هذه الكسور عندما ينثني جانب من العظمة (ومن هنا جاءت التسمية!) دون أن ينكسر بالكامل. ويُعتبر هذا النوع من الكسور مستقراً، أي أن أجزاء العظمة المكسورة تبقى ملتصقة ببعضها ولا تتباعد أبداً.

يُسمى هذا الكسر أيضاً بالكسر الحيدي، وهو مثال واضح على الكسور غير الكاملة. وبالحديث عن الكسور غير الكاملة، نجد أن كسور الغصن الصغير بمثابة مثال آخر عليها. ففي هذا النوع، تنحني العظمة وتتشقق، لكنها لا تنكسر بشكل كامل. تماماً مثل كسور الانثناء، تُصيب كسور الغصن الصغير الأطفال بشكل أكبر مقارنة بالبالغين. وعادةً ما يستغرق التعافي منها حوالي 6 أسابيع للأطفال، بينما قد تستغرق وقتاً أطول عند البالغين.

لماذا يُعتبر الأطفال أكثر عرضة لكسور الانثناء؟

هل تساءلتم يوماً لماذا تُصيب كسور الانثناء الأطفال أكثر من غيرهم؟ الإجابة تكمن في طبيعة أجسامهم التي تختلف عن أجسام البالغين. حيث يتمتع الأطفال بمناطق لينة في عظامهم تُعرف باسم “صفيحات النمو”، والتي توجد تحديداً في العظام الطويلة مثل الذراعين والساقين. فإن هذه المناطق تتكون من غضاريف مرنة تتحول تدريجياً إلى عظام صلبة مع نمو الطفل. وخلال هذه المرحلة، تكون عظام الأطفال أكثر ليونة وقابلية للانثناء عند تعرضها لضغط كبير، بدلاً من أن تنكسر تماماً كما يحدث لدى البالغين.

تخيلوا معي طفلاً يلعب بحماس، أو يتدلى من الأرجوحة ببراءة، أو حتى يسقط أثناء الجري… هذه الأنشطة البسيطة التي تُعتبر جزءاً لا يتجزأ من طفولة أي شخص قد تؤدي أحياناً إلى كسور الانثناء. كما أن البالغون يمكن يُصابون بها أيضاً، لكنها أكثر شيوعاً بين الأطفال. ومع ذلك، فإن البالغين الذين يعانون من هشاشة العظام أو الذين يمارسون رياضات قاسية هم أكثر عرضة لهذه الإصابات مقارنة بغيرهم من نفس فئتهم العمرية.

ما هي أعراض كسور الانثناء؟

يشعر الشخص المصاب بكسر في العظام بألم شديد في اللحظات الأولى بعد الإصابة. هذا الألم عادةً ما يرافقه تورم أو كدمات. وإذا كان الكسر في الذراع أو الساق، قد يبدو الطرف مشوهاً قليلاً. لكن في حالة كسور الانثناء، قد لا تكون هناك تشوهات واضحة، مما يجعل التشخيص أكثر صعوبة أحياناً. الأمر المهم هنا هو عدم التقاعس في علاج هذه الكسور، خاصةً عند الأطفال. وبما أن عظام الأطفال لديها قدرة مذهلة على الالتئام بسرعة، فإن هذا يتطلب توفير الدعم المناسب للعظمة بهدف الوصول إلى الشفاء التام. لذا، إذا لاحظتم أي علامات تدل على إصابة طفلكم، فلا تترددوا في استشارة الطبيب فوراً.

 العلاج والتعافي

أعتقد أن هناك تساؤل متوقع يراود أذهانكم، هل تتطلب كسور الانثناء وضع الجبس؟ في معظم الحالات، الإجابة هي نعم، إذ غالباً ما يتم علاجها باستخدام الجبس أو حتى الجبيرة. في البداية، يتم وضع جبيرةٍ للحفاظ على الطرف المصاب ثابتاً خلال الأيام الأولى حتى يقل التورم. أما إذا لم يكن هناك تورم أو حتى في حالة التورم البسيط، فإن الأطباء عادةً ما يلجؤون إلى وضع الجبس مباشرةً. وعندما يبدأ التورم بالتعافي أو يختفي تماماً، يتم وضع جبسٍ طبي (أو في بعض الحالات جبسٍ من الألياف الزجاجية). أمّا الهدف من استخدام الجبس، فهو الاعتماد على طبقته الداخلية اللينة التي تحمي الجلد والأنسجة الرخوة، بينما الطبقة الخارجية الصلبة تثبت العظام في مكانها لتسريع عملية الالتئام. بالنسبة للأطفال، فإن فترة التعافي تتراوح عادةً بين 3 إلى 6 أسابيع، كما ذكرنا سابقاً. ومع ذلك، قد تستغرق وقتاً أطول في بعض الحالات، وذلك اعتماداً على عمر الطفل ومدى الإصابة.

أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من كسورٍ بسيطةٍ، فلا داعي للقلق، إذ لا يتطلب الأمر دخول المستشفى أو البقاء فيها. بالطبع، سيشعرون بألمٍ شديدٍ أو انزعاجٍ خلال الأيام الأولى، وقد يصاحب ذلك بعض التورم. ولكن رفع الطرف المصاب أو وضعه على وسادةٍ يمكن أن يساعد في تقليل التورم. إذا كنتم تعانون من كسرٍ في الذراع، فقد تحتاجون إلى ارتداء حمالةٍ عند المشي أو الوقوف. أما في حالة كسر الساق، فإن الأيام الأولى تتطلب راحةً تامةً مع رفع الساق. وبعد انقضاء هذه الفترة، يمكن استخدام العكازات إذا كان التنقل ضرورياً، مع الحرص على عدم تطبيق ضغط مكثف على العظام أثناء عملية الالتئام.

كسور الغصن الصغير وكسور الانثناء: مقارنة شاملة

لنبدأ بالإجابة على السؤال الأكثر إلحاحاً: ما الفرق بين كسور الانثناء وكسور الغصن الصغير؟ ببساطةٍ، كسر الانثناء يحدث عندما يفشل جانبٌ واحدٌ من العظمة في تحمل الضغط، مما يؤدي إلى انثنائها دون انزياحٍ كبيرٍ، مما يجعلها كسوراً مستقرةً. أما كسور الغصن الأخضر، فتحدث بسبب قوة الانحناء التي تُسبب ضغطاً على جانبٍ واحدٍ من العظمة وشدّاً على الجانب المقابل.

الآن بعد أن عرفنا الفرق بينهما، من المهم أن ندخل في تفاصيل كلا النوعين من الكسور.

كسور الغصن الصغير

اشتُق اسم كسور الغصن الصغير من تشبيه العظمة بغصن الشجرة الأخضر (الطري أو الصغير) الذي ينكسر عند ثنيه. تحدث هذه الكسور عندما تنحني العظمة بشكلٍ يتجاوز قدرتها على التحمل، مما يؤدي إلى تشقق الطبقة الخارجية دون أن تنكسر بالكامل. بمعنى آخر، التشقق يحدث جزئياَ ولا يُعتبر كسراَ كاملاَ أو انفصالاَ تاماَ في العظمة. حيث تُعد كسور الغصن الأخضر إصاباتٍ شائعةً بين الأطفال، وذلك لأن عظامهم لا تزال لينةً وقابلةً للانحناء.

كسور الانثناء

تحدث كسور الانثناء عندما تتسبب قوةٌ ضاغطةٌ في فشل الطبقات الخارجية للعظمة على التحمّل، مما يؤدي إلى انثنائها على نفسها وتشكيل نتوءٍ صغيرٍ. يُعرف هذا الكسر أيضاً باسم الكسر الحيدي. لكن لماذا؟ لأن هذا النتوء الذي يتشكل على طول العظمة يشبه شكل الأعمدة في المباني القديمة. ومثل كسور الغصن الصغير، تؤثر كسور الانثناء بشكلٍ رئيسي على الطبقات الخارجية للعظمة وتُعتبر أقل خطورةً من الكسور الكاملة.  

ما هو كسر انثناء الرسغ؟

يحدث كسر انثناء الرسغ عندما تنتفخ عظمة صغيرة في الرسغ إلى الخارج بدلاً من أن تنكسر. ولكن بالعودة إلى التفاصيل، فإن هذه الإصابة تحدث عندما يتعرض الرسغ لقوة كبيرة، مما يؤدي إلى بروز جزءٍ صغيرٍ من عظام الرسغ دون أن تنكسر بالكامل. غالباً ما يحدث ذلك عندما يمد الطفل يده للأمام عند محاولة تفادي السقوط، مما يعرِّض الرسغ لضغط شديد.

هناك نقطة مهمة يجب أن تنتبهوا إليها أيضاً، إن كسور انثناء الرسغ قد تكون صعبة التشخيص حتى عبر الأشعة السينية. لماذا؟ لأن العظمة لا تنكسر بالكامل، بل تنثني فقط. لذلك، سيفحص الطبيب الرسغ وقد يقوم بتحريكه أو تدويره بلطف لتحديد مصدر الألم بدقة.

تلتئم كسور انثناء الرسغ عادة من تلقاء نفسها خلال فترة تتراوح بين 3 إلى 4 أسابيع. ومع ذلك، قد يوصي الطبيب بارتداء جبيرة للرسغ. وهذه الجبيرة عبارة عن جهاز قابل للإزالة، يعمل على تثبيت الرسغ ومنعه من الحركة الزائدة، مما يساعد على التعافي بشكلٍ أسرع.

نضمُّ بعضاً من أفضل أطباء العظام في العالم ضمن المركز الطبي في أبوظبي خاصّتنا، وهم دائماً على استعداد لعلاج أي نوع من الكسور وفي أي وقت.

الأسئلة الشائعة

ما هو كسر الانثناء؟

هو فشل في تحمّل الضغط على جانب واحد من العظمة، مما يؤدي إلى انثنائها مع بقائها مستقرةً وبدون انزياح كبير. يحدث هذا عندما تتسبب قوة ضاغطة في فشل الطبقات الخارجية للعظمة، مما يؤدي إلى انثنائها على نفسها وتشكيل نتوء صغير.

هل يحتاج كسر الانثناء إلى جبس؟

في معظم الحالات، يتم علاج كسر الانثناء باستخدام الجبس أو الجبيرة. غالباً ما يتم وضع جبيرة أولاً للحفاظ على الطرف المصاب ثابتاً خلال الأيام الأولى حتى يقل التورم. أما إذا لم يكن هناك تورم أو كان بسيطاً، فإن الأطباء عادةً ما يلجؤون إلى وضع الجبس مباشرة.

ما الفرق بين كسر الغصن الصغير وكسر الانثناء؟

يحدث كسر الغصن الأخضر عندما تنحني العظمة بشكل يتجاوز قدرتها على التحمل، مما يؤدي إلى تشقق الطبقة الخارجية دون أن تنكسر بالكامل. بينما يحدث كسر الانثناء عندما تتسبب قوة ضاغطة في فشل الطبقات الخارجية للعظمة، مما يؤدي إلى انثنائها على نفسها وتشكيل نتوء صغير.

ما الفرق بين كسر الانثناء والكسر الكامل؟

يحدث كسر الانثناء عندما ينثني جانب واحد من العظمة دون أن ينكسر بالكامل، مما يجعله كسراً مستقراً. في هذه الحالة، تبقى أجزاء العظمة المكسورة ملتصقة ببعضها، على عكس الكسر الكامل حيث تنفصل الأجزاء عن بعضها.

ما هو أكثر أنواع الكسور شيوعاً لدى الأطفال؟

تُعتبر كسور الانثناء، وكسور الغصن الصغير، وكسور انثناء الرسغ من أكثر أنواع الكسور شيوعاً لدى الأطفال.

هل يمكن أن تلتئم الكسور دون استخدام الجبس؟

يعتمد ذلك على نوع الكسر. فبعض الكسور يمكن أن تلتئم دون الحاجة إلى الجبس، ولكن ذلك فقط في حال عدم وجود انزياح ، أي أن أجزاء العظمة لا تزال في مكانها الصحيح.