ما هو تعريف تصبغ الأظافر الطولي (الميلانونيكيا)؟

ما هو تصبغ الأظافر (الميلانونيكيا)؟ أو تملُّن الظفر؟ تُشتق كلمة “ميلانونيكيا” (Melanonychia) من كلمتين يونانيتين، الأولى هي “melas” وتعني اللون الأسود أو البني، والثانية هي “onyx” وتعني الظفر. وعليه، تُعرف هذه الحالة طبياً بأنها تغير لون الظفر إلى اللون البني المائل للأسود. ويشير نخبة من الخبراء في مركز أبوظبي الطبي التابع لنا إلى أن هذا التصبغ قد يظهر على ظفر واحد أو على عدة أظافر، كما يمكن أن يحدث في أظافر اليدين أو القدمين على حد سواء.

ما هو تصبغ الأظافر (الميلانونيكيا)؟

بإيجاز، يُعرّف تصبغ الأظافر بأنه ظهور لون داكن يتراوح بين البني والأسود على الأظافر، وينتج هذا التغير اللوني عن زيادة في إنتاج صباغ الميلانين. ورغم أن تصبغ الأظافر يُعد حالة طبيعية وشائعة لدى الأشخاص ذوي البشرة الداكنة، إلا أنها قد تحدث أيضاً نتيجة لأسباب صحية أخرى. تكون صفيحة الظفر في حالتها الطبيعية شفافة تقريباً نظراً لعدم وجود صبغة الميلانين بها، وهي المادة المسؤولة عن لون البشرة في أجسامنا. ولكن في بعض الحالات، تؤدي زيادة تركيز هذه الصبغة إلى تغير لون الظفر، وهو ما يُعرف بحالة تصبغ الأظافر.

لوحظ أن هذه الحالة تؤثر بشكل خاص على ذوي البشرة الداكنة. ووفقاً لإحدى الدراسات، فإن حوالي 77% من الأمريكيين ذوي الأصل الأفريقي يعانون من هذه الحالة خلال مرحلة ما من حياتهم. ولكن، تجدر الإشارة إلى أن هذه الحالة لا تقتصر على عِرق معين، بل يمكن أن تصيب أي شخص بغض النظر عن خلفيته العرقية.

ما هي الأنواع المختلفة لحالة تصبغ الأظافر (الميلانونيكيا)؟

تنقسم هذه الحالة إلى ثلاثة أنواع رئيسية هي الأكثر شيوعاً، وسنستعرضها فيما يلي بالتفصيل:

×         تصبغ الأظافر الطولي

×         تصبغ الأظافر العرضي

×         تصبغ الأظافر الكلي

تصبغ الأظافر الطولي

يُعد هذا النوع هو الشكل الأكثر شيوعاً لحالة تصبغ الأظافر (الميلانونيكيا). والفرق الأساسي بين تصبغ الأظافر الطولي وبين النوعين الآخرين، أي تصبغ الأظافر العرضي والكلي، هو أن هذين النوعين نادراً ما يتطوران إلى حالة مرضية تستدعي القلق. تحدث هذه الحالة عندما يتم تخزين صبغة الميلانين داخل صفيحة الظفر. وكما ذكرنا سابقاً، فإن الميلانين هو المادة المسؤولة عن اللون في بشرتنا. وينشأ تصبغ الأظافر الطولي تحديداً عند وجود عامل ما يؤدي إلى تنشيط الخلايا الصبغية (الميلانينية) الموجودة في منبت الظفر، وهي المنطقة التي يبدأ منها نمو الظفر.

تصبغ الأظافر العرضي

يُعتبر شكلاً آخر من أشكال تصبغ الأظافر، وينتج عادةً عن استخدام أنواع معينة من الأدوية. أما مظهره، فيكون على شكل شريط داكن، بني أو أسود اللون، يمتد بشكل عرضي على صفيحة الظفر.

تصبغ الأظافر الكلي

يُعرف هذا النوع أيضاً باسم التصبغات الظفرية المنتشرة (Diffuse Melanonychia). ويتميز تصبغ الأظافر الكلي بأنه يصيب صفيحة الظفر بأكملها، وغالباً ما يكون ناتجاً عن أمراض معينة. ومع ذلك، من الممكن أيضاً أن تحدث هذه الحالة كأثر جانبي لاستخدام بعض الأدوية والعلاجات.

ما هي أسباب تصبغ الأظافر؟

توجد آليتان رئيسيتان مسؤولتان عن أسباب تصبغ الأظافر، وهما: فرط تنسّج الخلايا الصبغية (الميلانينية)، وتنشيط الخلايا الصبغية (الميلانينية). وسنستكشف كلتا العمليتين بالتفصيل أدناه.

فرط تنسج الخلايا الصبغية

يُعرف فرط تنسج الخلايا الصبغية أيضاً باسم تكاثر الخلايا الصبغية. وتعني هذه الحالة زيادة في صبغة الميلانين نتيجة لزيادة عدد الخلايا الصبغية (الميلانينية) نفسها. ومن أشهر أشكال ظهورها وحمة منبت الظفر وتصبغ الأظافر البنيوي، الذي يشيع لدى ذوي الأصول الأفريقية واللاتينية والشرق أوسطية والآسيوية.

يُعد الحمل أحد أسباب تصبغ الأظافر، حيث يمكن أن يؤثر على ظفر واحد أو عدة أظافر في اليدين أو القدمين. كما تسبب العدوى الفطرية هذه الحالة أيضاً، حيث من المعروف أن بعض الفطريات تنتج صبغة الميلانين التي تترسب في صفيحة الظفر، وهذه الحالة أكثر شيوعاً لدى الذكور وتصيب أظافر القدمين أكثر من اليدين. ويكون الأفراد ذوو الجهاز المناعي الضعيف أكثر عرضة للإصابة بـتصبغ الأظافر، حيث يمكن أن تسبب العدوى البكتيرية تصبغ الأظافر بسهولة.

لوحظ أيضاً أن العديد من أشكال العدوى الفيروسية تسبب هذه الحالة، خاصة لدى مرضى فيروس نقص المناعة البشري المكتسب (HIV). وترتبط بعض الأمراض الجلدية أيضاً بظهور تصبغ الأظافر، كما تُعد الحالات الالتهابية مثل الصدفية والداء النشواني من الأسباب الرئيسية.

تُعتبر العادات المتكررة مثل قضم الأظافر أو مضغها أو شدها من أبرز أسباب تصبغ الأظافر الناتجة عن الإصابات. بالإضافة إلى ذلك، يُعرف عن الأشخاص المصابين بأمراض جهازية مثل مرض أديسون ومتلازمة كوشينغ تأثرهم بهذه الحالة التي تظهر على عدة أظافر في اليدين والقدمين. من المؤكد أيضاً أن بعض الأدوية تساهم في ظهور هذه الحالة على عدة أظافر، كما أن المرضى الذين يتلقون العلاج الكيميائي أو الذين خضعوا لعدة جلسات أشعة سينية قد يتأثرون بها بطبيعة الحال.

كيف يتم تشخيص تصبغ الأظافر؟

توجد عدة طرق لتشخيص تصبغ الأظافر، ففي البداية، يمكن استخدام تقنية فحص الجلد بالمنظار التي تساعد في تأكيد التشخيص واستبعاد الحالات الأخرى المشابهة، مثل الورم الدموي مثلاً. وخلال هذا الإجراء، يقوم الطبيب بفحص الجلد والأظافر عن قرب باستخدام أداة مكبرة خاصة تُعرف بمنظار الجلد. بالإضافة إلى ذلك، وفي الحالات التي تتطلب المزيد من التأكيد، قد يلجأ الطبيب إلى أخذ خزعة من الجلد، حيث يتم أخذ عينة دائرية صغيرة من النسيج المصاب لفحصها تحت المجهر.

ما هي مضاعفات تصبغ الأظافر؟

ترتبط مضاعفات تصبغ الأظافر ارتباطاً وثيقاً بالسبب الكامن وراء كل حالة. ففي الحالات المرتبطة بورم خبيث، قد تشمل هذه المضاعفات هجرة الخلايا السرطانية، وتعني انتقال الورم من موضعه الأصلي إلى أجزاء أخرى من الجسم. ومن المضاعفات الأخرى المحتملة حثل الظفر، وهي حالة يتغير فيها شكل الأظافر فتتشوه وتزداد سماكتها، وقد يعاني الشخص من ألم شديد أيضاً.

ما هي طرق علاج تصبغ الأظافر؟

يُعتمد علاج تصبغ الأظافر بشكل كلي على السبب الكامن وراء ظهور الأعراض. قد تشمل خطة التعافي معالجة الأمراض الجهازية المسببة للحالة، أو تغيير بعض الأدوية، أو اتخاذ خطوات تساعد في تجنب تعرض الأظافر للمزيد من الإصابات، بالإضافة إلى علاج العدوى أو تعديل النظام الغذائي لمعالجة نقص التغذية. ولكن في الحالات التي يكون فيها تصبغ الأظافر ناتجاً عن سرطان الجلد الميلانيني تحت الظفر، قد يتطلب علاج تصبغ الأظافر إجراءً جراحياً لإزالة الورم. وقد تستدعي بعض الحالات القصوى اللجوء إلى بتر الإصبع في اليد أو القدم، وذلك في حال لم يكن من الممكن إزالة الورم بالكامل.

يُعد العلاج بالليزر أحد أشكال العلاج المتقدمة والفعالة، حيث يساعد على استهداف المنطقة المصابة بأشعة ليزر مركزة، وقد أثبت فعاليته في تقليل درجة التصبغ. يتم اللجوء إلى هذا الخيار عندما يرغب المريض في الحصول على علاج فعال وسريع. وقد يتطلب الأمر أكثر من جلسة واحدة، حيث يلاحظ المرضى تحسناً في لون أظافرهم بعد عدة جلسات، مع الأخذ في الاعتبار أن النتائج قد تختلف باختلاف مدى انتشار الحالة وسببها.

يُعتبر العلاج بالتبريد أيضاً من أكثر الطرق فعالية في معالجة هذه الحالة، حيث يقوم الأطباء بتعريض المناطق المصابة لدرجات حرارة منخفضة جداً لإتلاف الأنسجة غير الطبيعية. وقد يتطلب هذا الإجراء أيضاً عدة جلسات للحصول على الشفاء التام.

قد يصف الأخصائيون فيتامين هـ (E) كوسيلة لعلاج تصبغ الأظافر. يُعرف فيتامين E بأنه مضاد للأكسدة يحمي خلايانا من التلف والتدهور، ويعتبره خبراء الصحة ضرورياً لتحسين صحة الأظافر وعلاجها. قد يستغرق هذا العلاج عدة أشهر نظراً لأن عملية الشفاء تأخذ منحى تدريجي.

لذلك، اتركوا الأمر للأطباء كي يقرروا كيفية علاج تصبغ الأظافر لديكم، واسمحوا لهم بتشخيص الأعراض بدقة ليتمكنوا من اقتراح العلاج الأنسب. وعندما يتعلق الأمر بطب الجلدية في أبوظبي، فإننا نعد الخيار الأفضل. لذا تفضلوا بزيارة أطبائنا في حال كنتم تعانون من هذه الأعراض.

نصائح للتعايش مع تصبغ الأظافر

يتطلب التعايش مع تصبغ الأظافر تبني نمط حياة صحي وعناية فائقة بصحة الأظافر، حيث يساعد هذا الروتين على منع حدوث أي مضاعفات ويضمن لكم حياة ذات جودة أفضل. لذا، يُنصح بترطيب الأظافر يومياً لحمايتها من أي إصابات محتملة، مع ضرورة اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن على المدى الطويل، وتجنب الأطعمة المصنعة والمواد الكيميائية القاسية، فكل ذلك يساهم في تحسين صحة الأظافر بشكل عام.

يمكن أن يحدث تصبغ الأظافر لأي شخص كان، وخاصةً أصحاب البشرة الداكنة، وهي حقيقة يجب تقبلها. يبقى التشخيص المبكر ووضع خطة علاج فعالة هما السبيل الأمثل للتعامل مع هذه الحالة والتغلب عليها. وفي حال لاحظتم أياً من الأعراض التي ذكرناها، لا تترددوا في التواصل معنا في أقرب وقت ممكن.